الثلاثاء، 6 مايو 2014

(( بناء الحياة..))

حياتك على هذه الأرض هي عملية بناءٍ مستمرة, وحقك الأصيل في هذه الحياة أن يكون لك بناؤك الخاص بك وحقك أيضاً أن تسعى لأن يكون لك بناءٌ عالٍ وشاهق يمتاز ويستطيل على بقية الأبينية من حولك, وليس مهماً أن تتجاوز في حلمك ومبتغاك لنيل بناءٍ عالٍ وشاهق وليس عيباً أيضاً أن تتواضع في أحلامك ومبتغاك في بناءٍ بسيطٍ وسليم تقنع به, المهم قبل هذا وذاك أن تضطلع بالأساس لبناءك المرجو والمنشود فعليه مدار النجاح والفلاح, فعليك أن لاتنسى قانون البناء الدائم ( الأساس هو البناء ) وليبقى هذا القانون نصب عينيك دائماً, عليك أن تعلم أيضاً أن وقتك الذي تملكه لإتمام هذا البناء هو عمرك كله حتى يأذن الله بأخد وصيته فلا يفوت وقتك قبل أن يحل موتك فلا يحزنك فوتٌ ولايثنيك تأخر, فإن عزمت وتطلعت إلى ذلك البناء الشاهق والعالي فليكن أساسك أمتن وأقوى, أمَا أساس الإنسان في حياته فهو قيمه ومبادئه ومن ثم عمله وجهده في إيطارها ومقتضاها, وما متانة الأساس وصلابته البنيان إلاَ فرعٌ عن ثباث الإنسان على قيمه ومبادئه وبها ومع الوقت يرتفع بنيان المبنى حتى يعلو ويشهق إلى السحاب وعلى العكس فإن هشاشة البنيان وتصدع أساسه ماهو إلاَ فرعٌ عن هشاشة قيم الإنسان وتقلب مبدأه فما يلبث البنيان حتى يخر ويتهاوى ثم يشرع بانيه إلى بناءاٍ جديد على أساسٍ آخر ومايلبث أن يرتفع هو الآخر حتى يكون مصيره مصير سابقه فيفوت الوقت والأوان ولا يصح أساسٌ أو يرتفع بنيان.

إن مقياس العلو والشهوق لبنيان الإنسان في حياته ماهو إلاَ صورةٌ أو كنايةٍ عن نجاحه وفلاحه وليس بالضرورة عن سموه وتباينه الظاهر عن الإنسان من حوله في الدنيا فاللنجاح والفلاح صور أخرى قد لاتبدو ظاهرةً كعلو البناء وشهوقه فهناك نجاح الإيمان وفلاح الحياة الآخرة وكم من إنسانٍ مات وغيب في هذه الحياة الدنيا والناس لا ترى له علواً أو شموخاً ظاهراً فليس عالياً ببنيانه أو شاهقاً بعمرانه لكن حاله عند ربه أعظم وأسمى فهو وإن لم يستبن بعماره في دنياه إلاَ أنه قد عمَر عند ربه أعظم البناء وأعلى البنيان.