الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

(( الديموقراطية والعلمانية))

سألوني مامعنى الديموقراطية ..؟ فقلت هي أخت التعددية وتحتاج بها للأغلبية وليس بالضرورة للأكثرية ... قالوا أليست ((حكم الشعب ))..؟ فقلت بلى هي هي ... ولكن مع حجب التفصيلة الضرورية ... قالوا وما التفصيلة الضرورية ...؟ قلت أما قالوا هي أخت الشورى النبوية وتماشي نفس الكيفية ..؟ قالوا بلى هكذا هي ...قلت فهاكم التفصيلة الضرورية (( الشورى حكم الشعب بشرع الله )) قالوا فكيف أصبحت ((حكم الشعب ))؟ قلت: تلك مؤامرة غربية .
 سألوني.. ما معنى العلمانية..؟ فقلت هي أخت اللبرالية...وقد تلبس ثوب المدنية ... قالوا أليست ((فصل الدين عن الدولة)) ؟ فقلت بلى هي هي ... ولكن مع حجب الترجمة الحقيقية ... قالو وما الترجمة الحقيقية ..؟ قلت ألم تأتينا من رحم النهضة الأروبية.. بعد حكم الكنيسة العنجهية ...؟ قالوا بلى هكذا هي ...قلت فهاكم الترجمة العربية... (( فصل الكنيسة عن الدولة )) ...قالوا فكيف أصبحت(( فصل الدين عن الدولة )) ؟ قلت : تلك مؤامرة غربية .

عبدالرحمن عليوة

(( كيف تعرف أن هذه الجماعة على حق ..؟))

(( كيف تعرف أن هذه الجماعة على حق ..؟))

هذا السؤال يأتي في خضم الصراع الأزلي مابين قوى الحق والباطل في هذه الحياة والذي بدوره سايبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولو أن كل فريق يصرح بمكنونه الحقيقي جاهراً أمام الناس فايلبس أهل الحق ثوب الحق ويلبس أهل الباطل ثوب الباطل لكان الأمر هيناً ولما أحتجنا لإجابة عن هذا السؤال لكن الواقع غير ذلك فكل فريق يدعي لنفسه الحق فهو الحق والحق هو وهذا مايجعل كل مدرك أو غير مدرك تائهاً في زحمة الصراخ والعويل من كل طرف ليصل إلى مرحلةٍ لايميز فيها أهل الحق من أهل الباطل ولربما خلط هذا بذاك لكن الله الكريم الرحيم بعباده العالم بجهلهم وضعفهم لم بكن ليخلي العباد وماهم فيه من خلط وريبه حتى يميز الحق من الباطل والخبيث من الطيب حتى يستوي الميزان وتقام حجته على العباد, أما إجابة ذلك السؤال فيسيرةٌ سهلة على كل عبد إلاَ من صعبها على نفسه وستمرأ جهله وأنكر كل إشارةٍ وأمارة وكل حجة ضاحضة مبينة , إن ميزان الحق والباطل لايستوي لذي إلى بتمام إستواء ميزان الدين وحكمه على الفريقين ( الحق والباطل) لكنها حقيقة جلية أن ليس كل أنسان يعلم من دينه منتهى مايفرق به بين الحق والباطل بل الناس في هذا يتفاوتون بين عالم وجاهل ومتطلع ومغيب ,وهو جل جلاله لايغفل عن هذه الحقيقة في عباده فهو القائل سبحانه: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ولذلك فإن تلك الإشارات والأمارات التي يجليها سبحانه لعباده بياناً للحق وتجليةً للباطل لاتكون إلا على مقدار العقل البشري الذي جعله الله لخلقه من بني البشر وميزهم به عن كل دابة لاتعقل ليكون أداة المعرفة ومقياساً للحق والباطل وفرقاناً بينهما وعليه كان مدار التكليف من الله لعبادة , والمتتيع لآيات الله عزوجل خاصةً مانزل منها في الحقبة المكية يجد أنا الخطاب الرباني من المولى عزوجل كان زاخراً يالأدلة العقلية المنطقية والخطاب العقلاني الذي يتوجهه للعقل البشري السليم فكم  ستجد من الآيات على غرار قوله تعالى : ( إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) ( لعلهم يتفكرون) (لعلهم يرشدون) وهذا ماكانت تقتضيه الحقبة المكية التي كان الحق فيها عرضة لجدال الباطل وتكذيبه بعكس الآيات التي نزلت في الحقبة المدنية التي توجه الله بها بأوامر شريعته إلى المجتمع المسلم في المدينة وحتى لا أستفيض وأضيع بيت القصيد فقد سبقت أن ميزان الحق والباطل لايستوي لدي إلى بتمام إستواء ميزان الدين أولاً عند من يطلب الحق وينشده ومنه فقط ترجى الإجابة عن سؤالنا المحير, ولربما قال قائل: كيف يجيبني الدين على مثل هذا السؤال إذا ما أختصمت في فرقتين أو جماعتين كل منهما تنشد لنفسها الحق وتدفعه عن الأخرى ؟ فأقول  ليس بالضرورة أن يكون الجواب عن مثل هذا السؤال مباشراً وبنص قطعي الثبوت والدلالة لايقبل الطعن أو التأويل أو أن يكون الصراع مابين فرقتين إحداها تثمثل بالإسلام والأخرى تتعارض معه كأن تكون ليبراليةً مثلاً عندها قد يقول القائل: من كان يثمثل بالإسلام فهو حقٌ ولاريب ومن كان مناوئاً له فهو عين الباطل, ليس هذا ضرورياً أبداً, فماذا لو لم نجد نصاً قطعياً في ثبوته ودلالته يفصل مابين الفرقتين؟! وماذا لو لم يكن الصراع بين فرقتين أحداها تثمثل بالإسلام والأخرى تناوئه كأن يكون صراعاً بين فريقين كلاهما يتمثل بالإسلام ؟ فيصبح الحال عندها (كلٌ يدعى وصلاً باليلى ) !! ثم هل يلزم أن تكون إحدى الفرقتين على حقٍ والأخرى على الباطل؟ ألا يعقل أن تكون كلتاهما على باطل؟ فايعود سؤالنا الأول من جديد, كيف تعرف أن هذه الجماعة على حق...؟

الجواب:

صلوا على النبي الحبيب

 إن من غاية كمال معرفة الله عزوجل بالمخلوقين ومايطرأ عليهم بتتابع الأزمان ومرورها من تغير وتبدل لعناصر المكان والزمان هو تلك الشريعة الغراء التي جائت خاتمة لكل الشرائع ومنتهى لكل الأديان ملمة بالماضي وشارحة للحاضر وموجهةً للمستقبل فلا يسقط من تمامها موقف ولايستثنى من كمالها حكم حتى بمرور الأزمان وبتبدل الإنسان ولذلك كان من تمامها وكمالها أنها بينت للناس الحق من الباطل أولاً ودللت عليه بمثالها الميت من الماضي والحي من الحاضر والوارد من المستقبل, ثم تركت الناس مع صفات الحق وأهله وصفات الباطل وأهله ديناً وأخلاقاً فلا يخفى على الناس بعد معرفة وعلمٌ بأهل الحق فإنهم وإن خفيت سرائرهم فلا تخفى صفاتهم ,كما قال الشاعر: ( ومهما يكن بمرأٍ من خليلةٍ    وإن خالها تخفى على الناس تعلم) كذلك هو حالهم مع أهل الباطل.


فإن كان معرفة الناس لأهل الحق وأهل الباطل يكون بمعرفة صفاتهم أولاً ثم قياسها على صفات أهل الحق وصفات الباطل التي أرشد الله إليها عباده فماهي تلك الصفات ياترى...؟.


لاشك أن إيراداً كاملاً وشرحاً وافياً لتلك الصفات قد لاتوفيه كتب ومجلدات فمابالك بهذه العجالة  لذلك رأيت أن أورد صفةً أعتبرها أهم الصفات التي تتوفر لأهل الحق وتكاد تنعدم عن أهل الباطل ألا وهي(( الثبات على المبدأ والتمسك به)).

ولربما كان غيرها من الصفات أهم قدراً لكنني عندما أنظر في زماننا العجيب هذا الذي عج بالشهوات والمغريات مايجعل الرجل يتغير عن منهجة ويستبدل مبدئه في اليوم ألف مرة فيصبح على أمر ويمسي على آخر ولعله مصداقاً لقول الصادق المصدوق : ( يأتي زمان على أمتي يصبح الرجل فيه مؤمناً ويمسي كافراً, ويمسي كافراً ويصبح مؤمناً ) كل ذلك جعلني أجزم أن أبرز الصفات التي تميز أهل الحق عن أهل الباطل في هذا الزمان هو تلك الصفة.

صور من الثبات على المبدأ عند خاتم النبوة وصحابته الكرام الأجلاء:
 إن الثبات على المبدأ إنما يكون آن الإمتحان والشدة سواءاً كان الإمتحان بفعل الترهيب أو الترغيب وقد كان النبي الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه أعظم قدوة تضرب الأمثلة العظام في الثبات على المبدأ وعدم الإنصياع لعاملي الرهبة والرغبة ,فها هو عليه أفضل الصلاة والسلام يضرب لنا أعظم مثال في بقائه على مبدأه برغم من ترغيب قريش له وإغرائه بكل مايغري الإنسان في دنياه وهما شهوتي المال والسلطة فعرضوا عليهم أن يعطوه من المال مايكون به أغناهم ومن السلطة بحيث يكون عليهم ملكاً فيأبى صلوات ربي وسلامه عليه إلى البقاء على مبدأه رغم ضعفه وقلة حيلته.
ثم  يأتي بعد ذلك صحابته الكرام من تربوا على أخلاق النبوة وفضائلها ليكملوا مسيرة الثبات على المبدأ والتمسك به ومواقفهم التي سطرها لهم التاريخ فيها كثيرة وكبيرة لكنني لا أجد مثالاً الآن خيرٌ من شهادة سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه في حق الهرمزان أمير الفرس حين أوقف بين يدي فاروق الأمة أمير المؤمنين عمر وقد طلب منه الأمان ليشرب فقال سيدنا عمر: لابأس عليك حتى تشرب فأراق الماء واستأمن من القتل فهم به سيدنا عمر ليقتله وقال: ما أمنته ,فما كان من سيدنا أنس بن مالك إلى أن شهد شاهدة الحق في حق الهرمزان فقال: بل أمنته يا أمير المؤمنيين قلت لابأس عليك حتى تشرب وماشرب حينئد إستعجب سيدنا عمر من شهادته أنس وقال له : أأنت يا أنس ,وحق له أن يعجب من شهادة الرجل في صالح قاتل أخيه وقد كان أخوه سيدنا البراء بن مالك ممن قتلهم الهرمزان في مواقع غدره بالمسلمين , فهل بعد هذه الشهادة شهادة في ثبات أولئك العظام على مبادئهم وتمسكهم بها حتى لوجائت خلافاً لمصالحهم وماتشتهيه نفوسهم فالله درهم.

صور معاصرة من الثبات على المبدأ عند أهل الحق:
وهنا لو عرضت على حالات فردية من رجال ونساء إشتروا الحق بأنفسهم ودمائهم ولم يرضوا  بدلاً عنها كل مغريات الدنيا أو تخويف أهل الباطل فإن المقام بنا يطول لكن يحلوا لي أن أذكر ذلك الموقف المشرف من حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد أن قامت الثورة السورية المباركة في الشام وقد كانوا ضيوفاً على تلك البلاد ويتحصلون من نظامها على دعم ومساندة فكان موقفهم الأدبي أن يلزموا الصمت وهو فعل أهل الخلق فلا يصلح للضيف أن يتكلم في شأن مضيفه وهو على ضيافته والنظام مايلبت يجعل دعمه لهم ولحركات المقاومة حجةً وسبباً يعطيه الشرعية لقتل شعبه وتنكيل به أيما تنكيل لكن عندما فاض الكيل وبلغ السيل الزبا وصار الحق بيناً والباطل جلياً لم تكن تلك الحركة المقاومة الحرة لتشتري مصالحها بدماء الشعب السوري البطل فأعلنت موقفها المشرف النابع من إلتزامها بمادئها وثوابتها وهو دعم الثورة السورية ضد ذالك النظام الظالم فكيف يمكن لمن يحارب ويقدم الدماء في سبيل الحق والحرية أن يرضى بظلم الشعب السوري وتركه أسيراً لدى ذلك النظام الظالم وضحت حماس بالدعم السوري وهي في أحللك الأوقات وأشدها حاجة لذلك الدعم ليس لشيء ولكن لأنها حركة صاحبة مبدأ تلتزمه وتتمسك به تحت أي ظرف وكانت كلمة إسماعيل هنية التي سايذكرها له التاريخ :( النظام السوري وقف معنا في الحق ,ولن نقف معه على الباطل) ولكم ذكرتني هذه العبارة بقول رسول الله : ( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قالوا يارسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً قال: لاتعنه على ظلمه).

  

    كتبه/ أبوإبراهيم عبدالرحمن عليوة 
  ليلة الأربعاء الموافق27/11/2012م
   

    

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

(( النفس ))








                                              (( النفس ))


أسلمـــت نفســـي لملــــذات الهـــوى **** تخوض في ملهى المعاصي وتلعـب

أسلمتها بعد إذ كانت تكف يد الجوى **** وتنأى عن ذاك الطريق وتهــــــرب

أسلمتــــها ويلـــي و ويـــل مقالتـــي **** إذ قلت طوراً أجد وطوراً ألعــــــــب

فلعبـــت أطــــواراً بغــــير تحســـبٍ **** ونسيت أنــي بالمــــلامة أوجـــــــب

وآيــــات ربـــــي بالحــــق قائمـــــةٌ **** قد عميت عنهـا بصائـــر ترقــــــــب

ومــدار توبتهــا تسويــف وتأجيـــل **** والسوف جاريةٌ إلى النيران تنصب

علــى الذنب ماضيةٌ تزهــو بغفلتهـا **** والموت مرتقب وللآجال مستلـــــب



عبدالرحمن عليوة