الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

(( مصر.. قراءة في الواقع السياسي ))

 إذا ماعرجنا اليوم على الواقع السياسي في مصر وبقراءة تتصف قدر المستطاع بالموضوعية والحيادية سنجد الآتي, الواقع السياسي المصري يمكن تقسيمه اليوم إلى واقع ماقبل الإستفتاء,و واقع مابعد الإستفتاء ثم تحديات المرحلة القادمة.

واقع ماقبل الإستفتاء يمكن تلخيصه ببساطة في الإعلام المصري, العام منه والخاص, الموالي لقرارات الرئيس مرسي والدستور والمعارض لكلاهما, ولعلك لوفتشت في معظم برامج التوك شو والحوارات السياسية في الفضائيات المصرية كلها بدون إستثناء ساتتحصل على المفردات التالية : (البلد تعيش حالة إحتقان سياسي),(هناك حالة من الإستقطاب السياسي في الساحة),(البلد في حالة إنقسام سياسي وشعبي),( البلد تعيش حالة من التخبط والفوضى)...إلخ وبخلاف المواطن المصري الذي يستطيع أن يرى حقيقة معاني هذه الجمل و الكلمات على الأرض من عدمها فلا تملك وأنت تشاهد من بعد سوى التعليق على هذا الوضع ومايرشح منه على السطح بعيداً عن التأكد من حقيقة تلك العبارات ومدى صدقها وموافقتها لواقع الحال على أرض مصر العزيزة.

أما واقع مابعد الإستفتاء فالكل يشهد أنه أقل حدة ودراماتيكية من سابقه ولعل ذلك يرجع إلى حقيقة دوران العجلة السياسية المصرية  بعد مراوحتها لأشهر منذ إنتخاب محمد مرسي رئيساً للبلاد في بونيو الماضي ,فهاهم المصريون يصوتون على دستورهم الجديد ويقبلونه بنسبة فاقت ال 63% مقابل 36% هي نسبة الرافضين له وبغض النظر عن السياق غير الطبيعي الذي سارت خلاله هذه العملية من حالة الإستقطاب التي سبقت الإستفتاء إضافة إلى بعض اللغط الذي أثير حول خروقات تطعن في نزاهة نتيجة المرحلة الأولى من الإستفتاء والتي للمفارقة تكاد تنعدم في مرحلته الثانية بشهادة أغلب المنظمات المحايدة التي تعنى بمراقبة عمل الإستفتاء بغض النظر عن كل ذلك فإن الجميع يكاد يقر أن العجلة قد دارت فعلاً وأن مصر تسير نحو مرحلة جديدة تستكمل فيها بناء مؤسسات الحكم بإنتخاب مجلس الشعب الجديد المقرر الشروع بأولى خطواته بعد شهرين من إعلان نتيجة الإستفتاء, كذلك أن السلطة في مصر قد استعادت بعضاً من توازنها وذلك بنقل سلطة التشريع من مؤسسة الرئاسة إلى مجلس الشورى وهو الهيئة الشعبية المنتخبة الوحيدة القائمة بعد حل مجلس الشعب بقرار من المحكمة الدستورية العليا في 14 حزيران/يونيو الماضي،خاصةً مع إضفاء التعيينات الجديدة من قبل الرئيس  لتسعين عضواً للتوازن السياسي والشعبي لقوام ذلك المجلس ذو الأغلبية الإسلامية الكاسحة ب 85% من الإسلاميين.

تحديات المرحلة القادمة لدى المصريين تتمثل في جانبين مهمين, التحدي الأول يكمن في القدرة على رأب الهوه الكبيرة مابين السلطة وتحديداً مؤسسة الرئاسة والمعارضة ولا يتأتى ذلك إلاَ بالشروع في حوار مفتوح وجاد بين السلطة والمعارضة تتحمل فيه كل الأطراف مسؤوليتها السياسية أمام الشعب,السلطة من جانبها عليها أن ترعى ذلك الحوار كونها الأقدر على تلك الرعاية وعليها أيضاً توفير المناخ الأفضل لذلك الحوار بإبداء الجدية في التحاور وتقديم التنازلات للطرف الآخر ,والمعارضة من جانبها عليها أن تبدي مرونةً سياسية أكبر وتبتعد عن سياسية المعارضة المطلقة وتشرع في المعارضة البناءة التي تعرَف السياسة بكونها فن الممكن, التحدي الآخر يكمن في تذليل العقبات أمام إستكمال إستحقاقات المرحلة المقبلة تحديداً فيما يخص عمل مجلس الشورى بعد نقل سلطة التشريع إليه والأجندات التي سايعمل عليها لحين إنتخاب مجلس الشعب الجديد وأهم تلك العقبات إستكمال العمل على قانون الإنتخابات الذي ساينتخب مجلس الشعب الجديد بناءاً عليه.



عبدالرحمن عليوة
27 ديسمبر 2012 م 



  

 

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

(( الديموقراطية والعلمانية))

سألوني مامعنى الديموقراطية ..؟ فقلت هي أخت التعددية وتحتاج بها للأغلبية وليس بالضرورة للأكثرية ... قالوا أليست ((حكم الشعب ))..؟ فقلت بلى هي هي ... ولكن مع حجب التفصيلة الضرورية ... قالوا وما التفصيلة الضرورية ...؟ قلت أما قالوا هي أخت الشورى النبوية وتماشي نفس الكيفية ..؟ قالوا بلى هكذا هي ...قلت فهاكم التفصيلة الضرورية (( الشورى حكم الشعب بشرع الله )) قالوا فكيف أصبحت ((حكم الشعب ))؟ قلت: تلك مؤامرة غربية .
 سألوني.. ما معنى العلمانية..؟ فقلت هي أخت اللبرالية...وقد تلبس ثوب المدنية ... قالوا أليست ((فصل الدين عن الدولة)) ؟ فقلت بلى هي هي ... ولكن مع حجب الترجمة الحقيقية ... قالو وما الترجمة الحقيقية ..؟ قلت ألم تأتينا من رحم النهضة الأروبية.. بعد حكم الكنيسة العنجهية ...؟ قالوا بلى هكذا هي ...قلت فهاكم الترجمة العربية... (( فصل الكنيسة عن الدولة )) ...قالوا فكيف أصبحت(( فصل الدين عن الدولة )) ؟ قلت : تلك مؤامرة غربية .

عبدالرحمن عليوة

(( كيف تعرف أن هذه الجماعة على حق ..؟))

(( كيف تعرف أن هذه الجماعة على حق ..؟))

هذا السؤال يأتي في خضم الصراع الأزلي مابين قوى الحق والباطل في هذه الحياة والذي بدوره سايبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولو أن كل فريق يصرح بمكنونه الحقيقي جاهراً أمام الناس فايلبس أهل الحق ثوب الحق ويلبس أهل الباطل ثوب الباطل لكان الأمر هيناً ولما أحتجنا لإجابة عن هذا السؤال لكن الواقع غير ذلك فكل فريق يدعي لنفسه الحق فهو الحق والحق هو وهذا مايجعل كل مدرك أو غير مدرك تائهاً في زحمة الصراخ والعويل من كل طرف ليصل إلى مرحلةٍ لايميز فيها أهل الحق من أهل الباطل ولربما خلط هذا بذاك لكن الله الكريم الرحيم بعباده العالم بجهلهم وضعفهم لم بكن ليخلي العباد وماهم فيه من خلط وريبه حتى يميز الحق من الباطل والخبيث من الطيب حتى يستوي الميزان وتقام حجته على العباد, أما إجابة ذلك السؤال فيسيرةٌ سهلة على كل عبد إلاَ من صعبها على نفسه وستمرأ جهله وأنكر كل إشارةٍ وأمارة وكل حجة ضاحضة مبينة , إن ميزان الحق والباطل لايستوي لذي إلى بتمام إستواء ميزان الدين وحكمه على الفريقين ( الحق والباطل) لكنها حقيقة جلية أن ليس كل أنسان يعلم من دينه منتهى مايفرق به بين الحق والباطل بل الناس في هذا يتفاوتون بين عالم وجاهل ومتطلع ومغيب ,وهو جل جلاله لايغفل عن هذه الحقيقة في عباده فهو القائل سبحانه: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ولذلك فإن تلك الإشارات والأمارات التي يجليها سبحانه لعباده بياناً للحق وتجليةً للباطل لاتكون إلا على مقدار العقل البشري الذي جعله الله لخلقه من بني البشر وميزهم به عن كل دابة لاتعقل ليكون أداة المعرفة ومقياساً للحق والباطل وفرقاناً بينهما وعليه كان مدار التكليف من الله لعبادة , والمتتيع لآيات الله عزوجل خاصةً مانزل منها في الحقبة المكية يجد أنا الخطاب الرباني من المولى عزوجل كان زاخراً يالأدلة العقلية المنطقية والخطاب العقلاني الذي يتوجهه للعقل البشري السليم فكم  ستجد من الآيات على غرار قوله تعالى : ( إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) ( لعلهم يتفكرون) (لعلهم يرشدون) وهذا ماكانت تقتضيه الحقبة المكية التي كان الحق فيها عرضة لجدال الباطل وتكذيبه بعكس الآيات التي نزلت في الحقبة المدنية التي توجه الله بها بأوامر شريعته إلى المجتمع المسلم في المدينة وحتى لا أستفيض وأضيع بيت القصيد فقد سبقت أن ميزان الحق والباطل لايستوي لدي إلى بتمام إستواء ميزان الدين أولاً عند من يطلب الحق وينشده ومنه فقط ترجى الإجابة عن سؤالنا المحير, ولربما قال قائل: كيف يجيبني الدين على مثل هذا السؤال إذا ما أختصمت في فرقتين أو جماعتين كل منهما تنشد لنفسها الحق وتدفعه عن الأخرى ؟ فأقول  ليس بالضرورة أن يكون الجواب عن مثل هذا السؤال مباشراً وبنص قطعي الثبوت والدلالة لايقبل الطعن أو التأويل أو أن يكون الصراع مابين فرقتين إحداها تثمثل بالإسلام والأخرى تتعارض معه كأن تكون ليبراليةً مثلاً عندها قد يقول القائل: من كان يثمثل بالإسلام فهو حقٌ ولاريب ومن كان مناوئاً له فهو عين الباطل, ليس هذا ضرورياً أبداً, فماذا لو لم نجد نصاً قطعياً في ثبوته ودلالته يفصل مابين الفرقتين؟! وماذا لو لم يكن الصراع بين فرقتين أحداها تثمثل بالإسلام والأخرى تناوئه كأن يكون صراعاً بين فريقين كلاهما يتمثل بالإسلام ؟ فيصبح الحال عندها (كلٌ يدعى وصلاً باليلى ) !! ثم هل يلزم أن تكون إحدى الفرقتين على حقٍ والأخرى على الباطل؟ ألا يعقل أن تكون كلتاهما على باطل؟ فايعود سؤالنا الأول من جديد, كيف تعرف أن هذه الجماعة على حق...؟

الجواب:

صلوا على النبي الحبيب

 إن من غاية كمال معرفة الله عزوجل بالمخلوقين ومايطرأ عليهم بتتابع الأزمان ومرورها من تغير وتبدل لعناصر المكان والزمان هو تلك الشريعة الغراء التي جائت خاتمة لكل الشرائع ومنتهى لكل الأديان ملمة بالماضي وشارحة للحاضر وموجهةً للمستقبل فلا يسقط من تمامها موقف ولايستثنى من كمالها حكم حتى بمرور الأزمان وبتبدل الإنسان ولذلك كان من تمامها وكمالها أنها بينت للناس الحق من الباطل أولاً ودللت عليه بمثالها الميت من الماضي والحي من الحاضر والوارد من المستقبل, ثم تركت الناس مع صفات الحق وأهله وصفات الباطل وأهله ديناً وأخلاقاً فلا يخفى على الناس بعد معرفة وعلمٌ بأهل الحق فإنهم وإن خفيت سرائرهم فلا تخفى صفاتهم ,كما قال الشاعر: ( ومهما يكن بمرأٍ من خليلةٍ    وإن خالها تخفى على الناس تعلم) كذلك هو حالهم مع أهل الباطل.


فإن كان معرفة الناس لأهل الحق وأهل الباطل يكون بمعرفة صفاتهم أولاً ثم قياسها على صفات أهل الحق وصفات الباطل التي أرشد الله إليها عباده فماهي تلك الصفات ياترى...؟.


لاشك أن إيراداً كاملاً وشرحاً وافياً لتلك الصفات قد لاتوفيه كتب ومجلدات فمابالك بهذه العجالة  لذلك رأيت أن أورد صفةً أعتبرها أهم الصفات التي تتوفر لأهل الحق وتكاد تنعدم عن أهل الباطل ألا وهي(( الثبات على المبدأ والتمسك به)).

ولربما كان غيرها من الصفات أهم قدراً لكنني عندما أنظر في زماننا العجيب هذا الذي عج بالشهوات والمغريات مايجعل الرجل يتغير عن منهجة ويستبدل مبدئه في اليوم ألف مرة فيصبح على أمر ويمسي على آخر ولعله مصداقاً لقول الصادق المصدوق : ( يأتي زمان على أمتي يصبح الرجل فيه مؤمناً ويمسي كافراً, ويمسي كافراً ويصبح مؤمناً ) كل ذلك جعلني أجزم أن أبرز الصفات التي تميز أهل الحق عن أهل الباطل في هذا الزمان هو تلك الصفة.

صور من الثبات على المبدأ عند خاتم النبوة وصحابته الكرام الأجلاء:
 إن الثبات على المبدأ إنما يكون آن الإمتحان والشدة سواءاً كان الإمتحان بفعل الترهيب أو الترغيب وقد كان النبي الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه أعظم قدوة تضرب الأمثلة العظام في الثبات على المبدأ وعدم الإنصياع لعاملي الرهبة والرغبة ,فها هو عليه أفضل الصلاة والسلام يضرب لنا أعظم مثال في بقائه على مبدأه برغم من ترغيب قريش له وإغرائه بكل مايغري الإنسان في دنياه وهما شهوتي المال والسلطة فعرضوا عليهم أن يعطوه من المال مايكون به أغناهم ومن السلطة بحيث يكون عليهم ملكاً فيأبى صلوات ربي وسلامه عليه إلى البقاء على مبدأه رغم ضعفه وقلة حيلته.
ثم  يأتي بعد ذلك صحابته الكرام من تربوا على أخلاق النبوة وفضائلها ليكملوا مسيرة الثبات على المبدأ والتمسك به ومواقفهم التي سطرها لهم التاريخ فيها كثيرة وكبيرة لكنني لا أجد مثالاً الآن خيرٌ من شهادة سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه في حق الهرمزان أمير الفرس حين أوقف بين يدي فاروق الأمة أمير المؤمنين عمر وقد طلب منه الأمان ليشرب فقال سيدنا عمر: لابأس عليك حتى تشرب فأراق الماء واستأمن من القتل فهم به سيدنا عمر ليقتله وقال: ما أمنته ,فما كان من سيدنا أنس بن مالك إلى أن شهد شاهدة الحق في حق الهرمزان فقال: بل أمنته يا أمير المؤمنيين قلت لابأس عليك حتى تشرب وماشرب حينئد إستعجب سيدنا عمر من شهادته أنس وقال له : أأنت يا أنس ,وحق له أن يعجب من شهادة الرجل في صالح قاتل أخيه وقد كان أخوه سيدنا البراء بن مالك ممن قتلهم الهرمزان في مواقع غدره بالمسلمين , فهل بعد هذه الشهادة شهادة في ثبات أولئك العظام على مبادئهم وتمسكهم بها حتى لوجائت خلافاً لمصالحهم وماتشتهيه نفوسهم فالله درهم.

صور معاصرة من الثبات على المبدأ عند أهل الحق:
وهنا لو عرضت على حالات فردية من رجال ونساء إشتروا الحق بأنفسهم ودمائهم ولم يرضوا  بدلاً عنها كل مغريات الدنيا أو تخويف أهل الباطل فإن المقام بنا يطول لكن يحلوا لي أن أذكر ذلك الموقف المشرف من حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد أن قامت الثورة السورية المباركة في الشام وقد كانوا ضيوفاً على تلك البلاد ويتحصلون من نظامها على دعم ومساندة فكان موقفهم الأدبي أن يلزموا الصمت وهو فعل أهل الخلق فلا يصلح للضيف أن يتكلم في شأن مضيفه وهو على ضيافته والنظام مايلبت يجعل دعمه لهم ولحركات المقاومة حجةً وسبباً يعطيه الشرعية لقتل شعبه وتنكيل به أيما تنكيل لكن عندما فاض الكيل وبلغ السيل الزبا وصار الحق بيناً والباطل جلياً لم تكن تلك الحركة المقاومة الحرة لتشتري مصالحها بدماء الشعب السوري البطل فأعلنت موقفها المشرف النابع من إلتزامها بمادئها وثوابتها وهو دعم الثورة السورية ضد ذالك النظام الظالم فكيف يمكن لمن يحارب ويقدم الدماء في سبيل الحق والحرية أن يرضى بظلم الشعب السوري وتركه أسيراً لدى ذلك النظام الظالم وضحت حماس بالدعم السوري وهي في أحللك الأوقات وأشدها حاجة لذلك الدعم ليس لشيء ولكن لأنها حركة صاحبة مبدأ تلتزمه وتتمسك به تحت أي ظرف وكانت كلمة إسماعيل هنية التي سايذكرها له التاريخ :( النظام السوري وقف معنا في الحق ,ولن نقف معه على الباطل) ولكم ذكرتني هذه العبارة بقول رسول الله : ( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قالوا يارسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً قال: لاتعنه على ظلمه).

  

    كتبه/ أبوإبراهيم عبدالرحمن عليوة 
  ليلة الأربعاء الموافق27/11/2012م
   

    

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

(( النفس ))








                                              (( النفس ))


أسلمـــت نفســـي لملــــذات الهـــوى **** تخوض في ملهى المعاصي وتلعـب

أسلمتها بعد إذ كانت تكف يد الجوى **** وتنأى عن ذاك الطريق وتهــــــرب

أسلمتــــها ويلـــي و ويـــل مقالتـــي **** إذ قلت طوراً أجد وطوراً ألعــــــــب

فلعبـــت أطــــواراً بغــــير تحســـبٍ **** ونسيت أنــي بالمــــلامة أوجـــــــب

وآيــــات ربـــــي بالحــــق قائمـــــةٌ **** قد عميت عنهـا بصائـــر ترقــــــــب

ومــدار توبتهــا تسويــف وتأجيـــل **** والسوف جاريةٌ إلى النيران تنصب

علــى الذنب ماضيةٌ تزهــو بغفلتهـا **** والموت مرتقب وللآجال مستلـــــب



عبدالرحمن عليوة

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

اللسان




                                           (( اللسان ))

إني لرجـــل بقلـــب يشبــــه الصخــــر *** تمر الخطوب فلا ألقي لها بــــــال

وإن هلَ خطـــب علـى الأيام مكتنـــف *** لخلى الجنان ثبوتــــاً وإن طـــــــال

وإن خاض الرجال على الهيجا حديثهم *** لوجدت شماً ثابت الأركان قـــــوَال

فكم بين الرجـــال ألجمــــت ذا بــــأس *** وعجزت بدا اللسان إلجاماَ وإقفــال

لكنهــا سنــةُ علـــى العبــــــد ماضيـــــةُ *** لابد من خورٍ وإن صال أو جال

فلو أن كلماتــاً مــن جوفــــه خرجـــت *** لأمسى بعرف القوم حبيس ماقـــال

ولســـــان المـــــــــرأ قـــــوَالٌ وجــــوَالٌ *** من غثه وسمينه أطواراً وأحـــوال

ولســــــان حالـــــــــي أنـــــي لأطلقـــــه *** حراً فيدكي جراحاً دمها ســــــــال

والملــــك يكتبهــــا والنفـــــس تكسبهــــــا *** والله يجزئها على الميزان أثقــــال

فكم أشقى العبــــاد حصائــــد ألســــــنٍ *** وهل غير اللسان أردى بهم حــال

الخميس، 9 أغسطس 2012

(( الهوية الجنوبية))

الحديث في السياسة هو حديث مطاطي جداً بالنسبة لي أقبل فيه الرأي الآخر وأحترمه وإن خالفته لكن الحديث حول هوية الإنسان وتاريخه هو خط أحمرلاينبغي تجاوزه ,سواءاً كان الحديث حول هويتي شخصياً أو هوية الآخرين فلامجال للخوض فيها تحت أي مبرر, لكن لو كان المعتدين على هوياتنا هم أطراف خارجية فلاغرابة في ذلك الفعل وإن أنكرته في المطلق لكن الفعل الأغرب والمؤلم في ذات الوقت هو أن يتعدى الإنسان على هويته بنفسه لجهله بتاريخه وهويته وأدهى من ذلك أن يكون سبب تعديه يرجع لكم الغضب الذي أنتابه من أذى بني جنسه ومن يشاركونه في الإنتماء لذات الأرض ولنفس الهوية وهذا هو فعل اليائسين من أنفسهم ومن عدالة المولى عز وجل فيصبح غاية جهده أن يتبرأ من هويته وبني جنسه بدلاً من نصرة قضيته العادلة بالشكل المطلوب وهذا هو الشعور المؤسف الذي خرجت به من حوار لي مع أحد شباب الحراك وقد غرد على مسامعي بقصيدة طويلة عريضة حول الهوية الجنوبية وأنها جنوبية عربية بالأصل وليست يمنية وأننا لم نكن يمنييون في يوم من الأيام ولذلك قررت الرد عليه بقصيدة أخرى أسميتها (( الهوية )) وآثرت أن تكون بالشعر النبطي على غير عادتي بالشعر لكن لأن قصيدته كانت بالأسلوب النبطي أيضاً فوجدت أن المقام أوجب .


                                (( الهوية ))

ياصاحبي من الناس بلغني خبر**** خبر في جملته دار حول الهويــــــــة

تحريت عنه وما كذب خبر **** والهرج حوله زاد مابين البريــــــــــــــة

قالوا الشمالي على باله خطر**** بايسرق الأرض منا وبايلغي الهويـــــة

قلت أنا ياصاح فهمي يقتصر **** وش هي هويتنا؟ وكيف أضحت سبية؟!

قال هويتي عربي جنوبي وافتخر**** لا أنا يماني ولاهي يمانيـــــــــــــة

قلت لكن أمر ما منه مفر **** كنا (يمن) ديموقراطية وشعبيـــــــــــــــــة

قال الأمر ماضي ولى واندثر**** والأمر في أصله كذبة شماليـــــــــــــة

واليوم نسترجع ماضينا والحضر**** ونعيد دولتنا على كلمة سويــــــــة


قال اليماني:

قلت أنا ياصاح أسمحلي باعتذر**** نسبي يماني وهو أصل الهويـــــــــــــــة

واليمن بين الشمالي والجنوبي تنصهر**** والتاريخ مايلغى بأحوال سياسيــة

جنوبنا قضية حق لازم تنتصر **** والأصل ماينقص المحقوق لو حتى وقية 

منها أمرؤالقيس وكليب عرشه لامضر**** وتاريخنا يشهد بأنها رجال يمانية

سبأ الجنان حباها ربي بالخضر**** من أرضها الإيمان والحكمة الجليـــــــة

جنوبي أو شمالي حقه يفتخر **** بنسبة رفعها الله مقامـــــــات عليــــــــــــة

فياصاحبي لاتعمى عيونك بالقهر**** والظلم لايدفعك لحافـــــات هويـــــــــة

وصلاتي على طه ماطلع القمر**** والآل والأصحاب واتبــــاعه سويـــــــة



وبغض النظر عن قصيدتي هذه فالله وحده يعلم أن غاية قصدي هو بيان الحق والحقيقة الجلية والواضحة لهويتنا الجنوبية ولذلك أحببت أن أذكر القارئ الكريم أو أُعلمه بحقيقةٍ تاريخية ربما غفل عنها أو لم تصل إلى مداركه بعد ,فكلنا يعلم من هو إمرؤالقيس ملك قبائل كندة وسليلها ومعروفُ في التاريخ أن قبائل كندة هي قبائل حضرمية سكنت ربى حضرموت وواديها ومتدت عبر شبوة أيضاً وهو التاريخ ذاته الذي يحمل إلينا أبيات إمرؤالقيس الخالدة والتى قالها على مشارف حمى كندة ومراتعها وقد رجع إليها بعد طول فراق قائلاً : (( دمون..دمون.. إنَا قومك محبون... إنَا قومُ يمانون )) فهل بعد هذه الشهادة شهادةُ في بيان أننا يمانيون أصلاً ونسبةً أم ترى مسمى الإنجليز لنا في حقبة الإحتلال با ( الجنوب العربي ) هو الأصل والتاريخ الحق أم شهادة أمرؤالقيس قبل هذه التسمية والنسبة باآلاف السنين .... الحكم لك عزيزي القارئ


عبدالرحمن عليوة 

الأحد، 5 أغسطس 2012

(( الحاكم الغبي ))



(( الحاكم الغبي ))

ألا أيها الحاكم الغبي *** ماذا ظننت الشعب الأبي ؟!

...........................................................................

صمت دهراً ونطقت كفراً *** هزئت بمجد الشعب العلي


ظننت الشعب ألف الخنوع *** ورد الظـــن شعب قـــوي

يقول الشعب يامن طغيت *** أنت المزال والشعب البقي


يقول الشعب يامن نهبت *** أنت الفقير والشعب الغني

...........................................................................

ألا أيها الحاكم الغبي *** ماذا ظننت الشعب الأبي ؟!

..........................................................................

ظننت بأن ليــــس يألــــوك جهـــــدُ*** إلجام أفواه بقرعات العصي


فاتقلدت شام المعــزة سيفهــــا*** وأنجبت لك غوطها شاماً عصي


يخبرك من ضحوا صغـــاراً أنهــــــم*** أهدوا الطفولة مجدهم الفتي


تخبرك أنَات الثكــــالى أنهــــــــن *** كسبوا المعزة إذ فقدوا الصبي


فيا حاكماً أمست ظنونك في الثرى *** وغدت مواطئ للشعب الابي


..........................................................................


في ذكرى خطاب الأسد الأول


عبدالرحمن عليوة

السبت، 4 أغسطس 2012

البيض وما أدراك مالبيض.



أنا رجل من جنوب اليمن تحديداً من مدينة عدن .. وبهذا الحق أسمح لنفسي بالحديث عني وعن شعب الجنوب طبعاً دون أن أن أدعي أني أتحدث بلسانهم أو نيابةً عنهم أعتقد أن الجنوب هو قضية عادلة بامتياز لكنها ليست قضية إقتصادية وح
سب كما يظن البعض بسبب ممارسات نظام صالح لأكثر من عشرين عاماً من الوحدة رزح نتيجتها الجنوبيون في فقر مدقع لكنها قضية أجتماعية أيضاً فالمواطن الجنوبي لم يعد مقبولاً بالنسبة إليه أن يعامل كامواطن درجة ثانية حتى لوطرء تحسن في حالته الأقتصادية خاصةً بعد التغيرات التي طالت البلاد بعد الثورة فعلاقة الوصاية لم تعد مقبولةً في أوساط الجنوبيون بل لابد للإنتقال فعلياً إلى مرحلة الشراكة الحقيقية التي قام نظام صالح بالإنقلاب عليها .

الوحدة... لايشك الجنوبيون بالوحدة في حد ذاتها فقد كانت ولازالت مطلباً وطنياً وواجباً شرعياً لدى الجنوبين لكن مايشك به الجنوبين هو الشكل الذي ستكون عليه الوحدة ونوايا نظام صنعاء تجاه هذه الوحدة وأعتقد أنه شك محقوق لأبناء الجنوب خاصة بعد عشرين عاماً من وحدة صالح التي لم تكن سوى غلاف براق لإحتلال مبطن كما يقول الجنوبيون ,يرى الجنوبيون اليوم أن لهم كل الحق في تقرير مصيرهم ويبقى حق الإنفصال مطروحاً برغم من أني على يقيين أن الإنفصال هو أبعد الخيارات عن أبناء الجنوب لكنني سأحترمه لو كان خياراً ديموقراطياً لشعب الجنوب ويبقى خيار الحكم الفيدرالي أو الكنفيدرالي مطروحاً أيضاً لكن العقلاء من أبناء الجنوب يعلمون أنه حتى حق تقرير المصير لابد أن يأتي بعد فترة أو مهلة من سنوات تعطى للنظام اليمني لإثباث حسن النوايا خاصةً بعد زوال نظام صالح الذي يعتقد الجميع أنه كان جوهر المشكلة من الأساس والجميع شاهد أن أفضل ماتحصل عليه جنوب السودان بعد حرب أهلية راح ضحيتها الملايين كان حق تقرير المصير بعد خمس سنوات من الشراكة في الحكم برغم من أن النظام لم يتغير في السودان بعكس الحالة اليمنية مع أعتقادي أن أسباب التوحد من وحدة الدين واللغة والموروث الثقافي لدى اليمنين أهو أكثر بكثير من ذلك الذي توفر لدى شمال وجنوب السودان .


البيض ومعسكر الإنفصال .. وقد كان محوراً لعنوان المقال لأنني أعتقد بشدة أن هذا الرجل ومعسكره لايمثل أبناء الجنوب كافةً وأعتمد في هذا الإعتقاد على معرفتي بالجنوب وأبناءه كيف لا وأنا منهم وبين جمبيهم لكنني لا أنكر أن لهذا المعسكر أتباعه وأنصاره لكن هذا الرجل المحترق سياسياً قد أظهر سذاجة سياسية بإمتياز كيف لا وهو الذي آثر عدم نصرة الثورة و العاقل لايفعل ذلك ولو بأدنى مصلحة كمافي المثل " أنا و أبن عمي على الغريب " كيف لايكون ساذجاً وهو الذي حد من مناصرة أبناء الجنوب للحراك عندما حاد عن مبادئه السلمية وأشاع ثقافة العنف بين الجنوبيين كيف لايكون سادجاً وهو الذي آثر الإرتماء في أحضان إيران الشيعية عندما لم يجد آذاناً صاغية لمشروعه الإنفصالي من دول الإقليم والمجتمع الدولي أما آخر شطحات هذا الرجل فهو ماكان من تصريحاته حول إستفتاء أبناء الجنوب حول مسمى الدولة هل تبقى اليمن الديموقراطية أم تتحول للجنوب العربي في إستكمال لفكرة بدأ معسكره في نشرها وإشاعتها حول هوية الجنوبيين وأنها جنوبية عربية وليست يمنية وهي قمة الحماقة فاحتى بفرض إنفصال الشمال عن الجنوب لايعدو ذلك أن يكون إنفصالاً سياسياً ويبقى الكل يمنيون سواءً في الشمال أو حتى في الجنوب وهو مفخرة لكل من يسكن هذه الأرض أن ينتسب إليها لكن هذا الرجل الفج قد خولته وقاحته المفرطة للحديث حول مصائر أبناء الجنوب وليته أكتفى بذلك لكنه يمد يديه اليوم ليعبث بهويتهم وتاريخهم أيضاً وأنَى له ذلك


عبدالرحمن عليوة

(( وما أدراك ما مسلسل عمر!! ))




أنا دائما ما أسئل الله أن يلهمني الصواب والرأي السديد دون مبالغة أو مزايدة , 
 ومن نحن حتى نبالغ أو نزايد في حرمة الصحابة و عظم منزلتهم رضوان الله عليهم , حكم تجسيد الصحابة الكرام أمر يختص به أهل العلم وليس لي فيه ناقة ولاجمل وهم في ذلك بين الأجر والأجرين ,وإن كان رأيي حول الأمر هو أقل تشدداً مما ظننت في يوم من الأيام وهذا يثبت لي أن للأحوال وتغيرها عظيم الأثر على أحكام الناس وآرائهم فقبل بضع سنين ماكنت لأتقبل هذا الأمر أبداً لكن في وقتنا الحاضر ومع تكالب الشيعة و أعداء الإسلام على تاريخ أولئك العظام من الصحابة مع ضعف معرفتنا بالتاريخ الصحيح لأؤلئك العظام من صحابة نبينا الكريم يجعلني أقل رفضاً وأكثر تقبلاً لعمل كهذا العمل خاصةً وأن نيفاً من العلماء أصحاب المعرفة في دين الله أجازوه بل وقاموا بالإشراف عليه من أمثال( الشيخ القرضاوي والدكتور سلمان العودة) وكذلك من علمائنا أصحاب الدراية والعلم بالتاريخ الصحيح والثابت عن صحابة النبي أمثال الأستاذ القدير ( علي الصلابي) ولعل عزائي الأكبر في تقبل الأمر هو عزوف هذه الأمة عن الكتاب والعلم إلى شاشات التلفزة ومايبث فيها حتى لقد أصبحت تسيرهم وتحكم رأيهم بغثها وسمينها فقلت لنفسي لماذا ولو على الأقل من باب الضرورة التي تبيح المحضورة لانبث عبرها تاريخاً صحيحاً عن صحابتنا العظام مادام الخير الذي يرجى أكبر من الشر الذي يخشى... وهو رأيي الفقير الذي لا أحمل أحداً عليه من الناس سواي .... تحياتي وتقديري

(( دموع صادقة ))

(( دموع صادقة ))

الناس في الدنيا على أشكالها *** لاتستوي أسداسها بثمان


والذم في حق الشريف معــزةُ *** إن كــــان نائبــه بغير بيــان



والرد فيه شافعـــيُ محكــــمُ *** عـــود تـــزود طيبـه النيــران

عابوا مدامعك التـــي أنزلتهـــا *** من هول مطلع غصة الأوطان


عابوا لأن الدمع فيهم ناضـــبُ *** والدمع لايرجى من الحيــوان


قالو المدامع لاتليق بسائــسٍ *** كيف الصنيع بدمعة العدنــان؟


ودمعة الفاروق خطاب الـــورى *** حامي الحمى وخليفة البلدان


فحسبه هذا التفاوت بينكــــم *** حي القلوب وميت الوجـــدان



عبدالرحمن عليوة

(( الشـــــــــــــــام ))

(( الشـــــــــام ))

عجبي على شامٍ تقلد صبره *** والناس تحكي في المدائن نصره

 
أركانه ملئت بظلم موحشٍ *** والموت مكتنف يطوق نحره

صباه للموت يسابق كهله *** وعرائس زفت إليه تسره


لكنه بالموت ينتزع الحياة *** ويشق من بين البراثن زهره

يطوف بالدنيا يعلم قصةً *** عن شام عز قد ترائى فجره


للنيل مصر وللفرات عراقه *** وللشام نهر بالدماء يجره



* نعلم أنها لاشيء من حقكم علينا لكنها كلاماتي من القلب إليكم


عبدالرحمن عليوة