الحديث في السياسة هو حديث مطاطي جداً بالنسبة لي أقبل فيه الرأي الآخر وأحترمه وإن خالفته لكن الحديث حول هوية الإنسان وتاريخه هو خط أحمرلاينبغي تجاوزه ,سواءاً كان الحديث حول هويتي شخصياً أو هوية الآخرين فلامجال للخوض فيها تحت أي مبرر, لكن لو كان المعتدين على هوياتنا هم أطراف خارجية فلاغرابة في ذلك الفعل وإن أنكرته في المطلق لكن الفعل الأغرب والمؤلم في ذات الوقت هو أن يتعدى الإنسان على هويته بنفسه لجهله بتاريخه وهويته وأدهى من ذلك أن يكون سبب تعديه يرجع لكم الغضب الذي أنتابه من أذى بني جنسه ومن يشاركونه في الإنتماء لذات الأرض ولنفس الهوية وهذا هو فعل اليائسين من أنفسهم ومن عدالة المولى عز وجل فيصبح غاية جهده أن يتبرأ من هويته وبني جنسه بدلاً من نصرة قضيته العادلة بالشكل المطلوب وهذا هو الشعور المؤسف الذي خرجت به من حوار لي مع أحد شباب الحراك وقد غرد على مسامعي بقصيدة طويلة عريضة حول الهوية الجنوبية وأنها جنوبية عربية بالأصل وليست يمنية وأننا لم نكن يمنييون في يوم من الأيام ولذلك قررت الرد عليه بقصيدة أخرى أسميتها (( الهوية )) وآثرت أن تكون بالشعر النبطي على غير عادتي بالشعر لكن لأن قصيدته كانت بالأسلوب النبطي أيضاً فوجدت أن المقام أوجب .
(( الهوية ))
ياصاحبي من الناس بلغني خبر**** خبر في جملته دار حول الهويــــــــة
تحريت عنه وما كذب خبر **** والهرج حوله زاد مابين البريــــــــــــــة
قالوا الشمالي على باله خطر**** بايسرق الأرض منا وبايلغي الهويـــــة
قلت أنا ياصاح فهمي يقتصر **** وش هي هويتنا؟ وكيف أضحت سبية؟!
قال هويتي عربي جنوبي وافتخر**** لا أنا يماني ولاهي يمانيـــــــــــــة
قلت لكن أمر ما منه مفر **** كنا (يمن) ديموقراطية وشعبيـــــــــــــــــة
قال الأمر ماضي ولى واندثر**** والأمر في أصله كذبة شماليـــــــــــــة
واليوم نسترجع ماضينا والحضر**** ونعيد دولتنا على كلمة سويــــــــة
قال اليماني:
قلت أنا ياصاح أسمحلي باعتذر**** نسبي يماني وهو أصل الهويـــــــــــــــة
واليمن بين الشمالي والجنوبي تنصهر**** والتاريخ مايلغى بأحوال سياسيــة
جنوبنا قضية حق لازم تنتصر **** والأصل ماينقص المحقوق لو حتى وقية
منها أمرؤالقيس وكليب عرشه لامضر**** وتاريخنا يشهد بأنها رجال يمانية
سبأ الجنان حباها ربي بالخضر**** من أرضها الإيمان والحكمة الجليـــــــة
جنوبي أو شمالي حقه يفتخر **** بنسبة رفعها الله مقامـــــــات عليــــــــــــة
فياصاحبي لاتعمى عيونك بالقهر**** والظلم لايدفعك لحافـــــات هويـــــــــة
وصلاتي على طه ماطلع القمر**** والآل والأصحاب واتبــــاعه سويـــــــة
وبغض النظر عن قصيدتي هذه فالله وحده يعلم أن غاية قصدي هو بيان الحق والحقيقة الجلية والواضحة لهويتنا الجنوبية ولذلك أحببت أن أذكر القارئ الكريم أو أُعلمه بحقيقةٍ تاريخية ربما غفل عنها أو لم تصل إلى مداركه بعد ,فكلنا يعلم من هو إمرؤالقيس ملك قبائل كندة وسليلها ومعروفُ في التاريخ أن قبائل كندة هي قبائل حضرمية سكنت ربى حضرموت وواديها ومتدت عبر شبوة أيضاً وهو التاريخ ذاته الذي يحمل إلينا أبيات إمرؤالقيس الخالدة والتى قالها على مشارف حمى كندة ومراتعها وقد رجع إليها بعد طول فراق قائلاً : (( دمون..دمون.. إنَا قومك محبون... إنَا قومُ يمانون )) فهل بعد هذه الشهادة شهادةُ في بيان أننا يمانيون أصلاً ونسبةً أم ترى مسمى الإنجليز لنا في حقبة الإحتلال با ( الجنوب العربي ) هو الأصل والتاريخ الحق أم شهادة أمرؤالقيس قبل هذه التسمية والنسبة باآلاف السنين .... الحكم لك عزيزي القارئ
عبدالرحمن عليوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق